مقدمة:-
قال الرسول صلى الله عليه وسلم ((ما أنزل الله داء إلا ووأنزل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله)) صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام.
وجدت الأدوية لعلاج الأمراض وتخفيف أعراضها وآلامها، ولكن لكونها مواد كيميائية وعشبية ، فقد يحدث تداخلات كيميائية وتفاعلية بينها وبين ادوية أخرى أو اغذية، مما يؤدي إلى نتائج عكسية قد تكون خطيرة في بعض الأحيان.
في هذا المقال نتناول معنى التداخلات الدوائية وأنواعها وخطورتها.
تعريف التداخل الدوائي:-
يستعمل الدواء كوصفة علاجية للأمراض، ولكن وعند خلط أكثر من نوع من الأدوية، او عند خلطه مع بعض الأغذية أو الأشربة ، فإنه يحدث ما يسمى بالتداخل الدوائي، وهو ما يحدث فيه تفاعل بين الدواء والآخر أو الدواء وبين نوع من الطعام أو الشراب، أو أحيانا في حالة مرضية.
غالبا ما تكون التداخلات الدوائية غير خطيرة، وتؤثر فقط على فاعلية الدواء وتأثيره سواء بالزيادة أو بالسلب، إلا أنه في بعض الأحيان تكون خطيرة وقد تهدد حياة الانسان.
ولكن هذا لا يعني أن كل التداخلات الدوائية تكون نتائجها سلبية، ولكن أحيانا تكون ايجابية مثل أن تزيد من امتصاص الدواء وفاعليته.
أنواع التداخل الدوائي :-
1- تداخل الدواء مع الدواء:-
في هذا النوع يحدث تداخل او تفاعل بين نوعين أو أكثر من الأدوية عند الاستعمال في نفس الوقت، وكلما زادت عدد الأدوية التي يتناولها المريض زادت فرص حدوث التداخل الدوائي، مما قد يؤثر على فعالية الدواء أو يزيد من آثاره الجانبية، أو يزيد من حدوث سمية الدواء.
ومن أمثلة ذلك تناول مضادات الحساسية مع الأدوية المنومة، مما يزيد من حالة الشعور بالنعاس والرغبة في النوم، وقد يشكل خطرا عن تشغيل الآلات أو القيادة.
أيضا من الأمثلة الأدوية المضادة للحموضة والأدوية المثبطة لمضخة البروتون، مما يزيد من ارتفاع درجة حموضة المعدة، وبالتالي يؤثر سلبا على امتصاص بعض الأنواع الأخرى من الادوية
2-تداخل الدواء مع الأغذية :-
يحدث هذا النوع مع الأدوية التي تؤخذ غالبا عن طريق الفم، حيث يؤثر على امتصاصه من المعدة أو الامعاء الدقيقة ، ولتجنب هذا
فإنه في بعض الأنواع يتم التنبيه بتناوله قبل أو بعد الأكل بساعتين.
ويعتبر أيضا تداخل الدواء مع أي نوع من المكملات الغذائية نوعا من التداخل الدوائي مع الغذاء.
ومن أمثلة ذلك :-
- تناول أي نوع من الطعام أو العصائر يؤثر سلبا بشكل كبير على امتصاص ادوية عائلة بيسفوسفونات، والذي يجب ان يتم تناوله مع مياه عادية غير معدنية، قبل نصف ساعة على الأقل قبل تناول أي نوع من الأكل.
-تناول عصير الجريب فروت يؤدي إلى تثبيط انزيمات الكبد، والتي لها دور في أيض بعض الأدوية مثل البنزوديازبين، وأدوية حاصرات الكالسيوم، وأدوية منع الحمل، وبعض الأدوية الخافضة للكوليسترول، مما يسبب زيادة مستوى هذه الأدوية في الدم، مما قد يؤدي إلى حدوث تسمم دوائي، أو حدوث أعراض جانبية.
-تناول الشوفان أو اي من محاصيل الحبوب والتي تكون غنية بالألياف، مع دواء الديجوكسين ، والتي تؤثر سلبا على امتصاص الدواء.
-تناول الجبن والألبان او الأغذية المحتوية على مادة التيرامين ، بعض أدوية الأكتئاب، يؤدي إلى صداع شديد وارتفاع في ضغط الدم بصورة شديدة تسمى فرط ضغط الدم الخبيث، وهي حالة خطرة وقد تكون مميتة.
-تناول الأغذية التي تحتوي على فيتامين ك مع أدوية الوارفارين، يؤثر على فعالية الدواء، مما قد يؤدي إلى حدوث تجلط في الدم.
-تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم مع عائلة التتراسيكلين يؤثر بالسلب على امتصاص هذه الأدوية لذلك يجب تناول هذه الأدوية قبل ساعتين على الأقل من تناول هذه الأغذية .
3-تداخل الدواء مع الأمراض :-
في هذه الحالة يحدث تداخل الدواء مع الحالة المرضية للشخص، حيث أن الدواء المعالج لحالة معينة، قد يؤدي إلى تفاقم حالة أخرى، وزيادة شدة المرض الأخر
ومن أمثلة ذلك:-
- استعمال الأدوية المزيلة للاحتقان ، تزيد من ضغط الدم وتعتبر خطرا على مرضى ضغط الدم المرتفع.
-التداوي بحاصرات بيتا لمرضى القلب أو ارتفاع ضغط الدم، قد يزيد من شدة مرض الربو، وأيضا يؤثر سلبا على مريض السكري، لأنها تمنع ظهور أعراض انخفاض مستوى السكر في الدم.
-بعض أدوية الرشح تسبب شدة حالة الجلوكوما.
الوقاية وتجنب حالات التدخل الدوائي :-
-عدم تناول العلاج الا بوصفة طبية مع شرح كامل الحالة للطبيب المعالج .
-اخبار الصيدلي في حالة وصف ادوية بدون وصفة طبية عن اي ادوية اخرى يتناولها المريض.
-السؤال عن اذا ما كانت هناك أغذية ممنوعة او نظام غذائي يتبع في حالة تناول الأدوية الموصوفة