مقدمة:-
نبدأ معنا سلسلة جديدة عن نقص الفيتامينات والمعادن في الجسم ، وأعراضها المختلفة ومدى خطورتها، وكيفية علاجها،
ونبدأ معا في اولى حلقات السلسلة ، بنقص فيتامين د في الجسم وأعراضه .
أعراض نقص فيتامين د :-
من الأعراض التي قد تُشير إلى نقص فيتامين د ما يأتي:
تكرار الإصابة بالمرض والعدوى ، مثلا يرتبط نقص فيتامين د بزيادة الإصابة بنزلات البرد، والإنفلونزا، وعدوى الجهاز التنفسي، ففي دراسةٍ نُشرت في مجلة Archives of internal medicine أُجريت على 19,000 شخصاً من البالغين والمراهقين كانت نتائُجها أنّ الأشخاص الذين يمتلكون نسبةً أقلّ من مستويات فيتامين د كانوا أكثر عرضةً للإصابة بعدوى الجهاز التنفسيّ العلويّ بالمقارنة مع الأشخاص الذين يمتلكون مستوياتٍ أعلى من فيتامين د.
كما أشارت العديد من الدراسات الحديثة إلى أنّ فيتامين د قد يلعب دوراً مُهمّاً في تنشيط وظائف الجهاز المناعيّ، إلى جانب دوره الأساسي في بناء العظام، وقد يكون الأشخاص المصابون بالأمراض الرئويّة الشائعة، مثل: الربو، أو النفاخ الرئوي (بالإنجليزية: Emphysema) -وهو مرضٌ في الرئة يسبّب قصر النفس، أو الانسداد الرئوي المزمن- أكثر عرضةً للإصابة بعدوى الجهاز التنفسيّ الناتج عن نقص فيتامين د.
ونبدأ بترتيب الأعراض :-
آلام الظهر :-
فقد يؤدي نقص فيتامين د إلى زيادة آلام الظهر؛ حيث أظهرت دراسةٌ رصديّةٌ قائمةٌ على الملاحظة نُشرت عام 2013 وأُجريت على 350 مريضاً يعانون من التضيق الشوكي ، في إحدى الفقرات القطنيّة في العمود الفقريّ، ويعانون من آلام في أسفل الظهر والقدم، وقد تم ملاحظة أنّ هناك علاقةً بين الألم الشديد وارتفاع معدل نقص فيتامين د لديهم.
مشاكل العظام :-
حيث يمكن أن يؤدي نقص فيتامين د لفترة طويلة إلى حدوث مشاكل في العظام، ومنها ما يأتي
هشاشة العظام: حيث تصبح العظام رقيقة أو هشة، وتتعرّض للكسر بسهولة نتيجةً لأيّ رضوض بسيطة، وقد تكون هذه أول علامة على الإصابة بهشاشة العظام، وغالباً ما تؤثّر هذه الحالة على كبار السن.
ليونة العظام: حيث تؤثّر هذه الحالة في الأطفال، وتؤدي إلى ترقق العظام، وزيادة قابليتها للكسر، وحدوث تشوّهات فيها، بالإضافة إلى قِصر القامة، والشعور بالألم عند المشي، إضافة إلى حدوث مشاكل في الأسنان..
بطء عملية التئام الجروح :-
يؤدي نقص مستويات فيتامين د إلى قلة وتأخير عملية التئام الجروح بعد الجراحة أو التعرّض للإصابة، ومن أدلة ذلك ما يأتي:
- أشارت دراسةٌ مِخبريّةٌ نشرت في مجلة Burns عام 2016 إلى أنّ تناول المُكمّلات الغذائيّة لفيتامين د يُحسن من التئام الجروح، وإنتاج بروتين الكولاجين، وتشكيل الخلايا الجلديّة الجديدة، مثل: الخليّة الليفيّة اليافعة (بالإنجليزية: Fibroblast).
- أظهرت إحدى الدراسات الأولية التي نُشرت في مجلة British Journal of Nutrition عام 2014 وأُجريت على 112 مريضاً مُصاباً بالتهاب القدم السكري، أنّ الأشخاص الذين يعانون من نقصٍ حادٍّ في مستوى فيتامين د كانت ترتفع لديهم مستويات السيتوكينات المُحرّضة على الالتهابات، لكن لا توجد دراساتٌ كافيةٌ حول تأثير استهلاك المكملات الغذائية لفيتامين د للتخفيف من هذا الالتهاب.
- قد أشارت إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة Revista do Colégio Brasileiro de Cirurgiões عام 2012 أنّ تناول الذين يعانون من تقرّحات الساق بحجمٍ يُعادل 25 سنتميتراً مُربّعاً لـ 50,000 وحدة دولية من مكملات فيتامين د أسبوعياً مدة شهرين، قلل من حجم هذه التقرحات لديهم إلى 18 سنتميتراً مربعاً، وقد بينت الدراسة أنّ المصابين بهذه التقرحات يعانون بشكل أكبر من الإصابة بنقص فيتامين د.
الاكتئاب :-
فقد وجد تحليل شامل نُشر في مجلة The British Journal of Psychiatry عام 2013 لـ 14 دراسةً شارك فيها 424 شخصاً أنّ انخفاض مستويات فيتامين د مرتبط بالإصابة بالاكتئاب.
ويعتقد الباحثون حسب دراسةٍ أوليّةٍ نُشرت في مجلة Journal of Chemical Neuroanatomy عام 2005 أنَّ فيتامين د يماثل تأثير الستيروئيدات العصبية (بالإنجليزية: Neurosteroids) في الدماغ، وهناك مستقبلات له، ويمتلك خصائص تفرز الهرمونات والمركبات الكيمائية لنقل الإشارات بين الخلايا (بالإنجليزية: Autocrine)،
وخصائص أخرى لتحفيز تغييراتٍ في خلايا الدماغ لتبديل سلوكها (بالإنجليزية: Paracrine)، وبالتالي فإنّ انخفاض مستوياته قد يرتبط بالاكتئاب وغيرها من الاضطرابات العقلية.
فرط التعرق :-
يعتبر التعرق أمراً جيداً للصحّة، وذلك لأنّه يؤدي للتخلص من السموم في الخلايا الدهنيّة تحت الجلد، ولكن زيادته عن الحد الطبيعي فهو يُعتبر إشارةً على نقص فيتامين د، وتجدر الإشارة إلى أنّ التعرّق في الرأس بشكلٍ خاص يُعدُّ من أولى الأعراض لنقص فيتامين د.
أعراض نقص فيتامين د لدى الأطفال :-
يمكن ترتيب أعراض نقص فيتامين د عند الأطفال في النقاط التالية :-
ألم العظام :-
أحيانا يعاني الاطفال الذين لديهم نقص في فيتامين د من بعض الآلام في العظام خاصة السيقان، وقد تكون أرجلهم مقوسة بعض الشيء، ويعانون من الكساح ووهن العضلات .
ضعف النمو:-
يؤثر نقص فيتامين د عند الأطفال على معدل النمو ويؤدي إلى ضعفه، ومنه بالتبعية يؤثر على معدل الطول، وبالتالي تأخر القدرة على المشي .
تأخر الأسنان:-
يعاني الأطفال الذين يعانون من نقص فيتامين د ، من تأخر عملية التسنين بالإضافة إلى التأثير على تطور الأسنان اللبنية .
زيادة خطر الاصابة بالعدوى :-
نقص معدلات فيتامين د عند الأطفال قد يرتبط ببعض الأمراض التنفسية، بسبب ضعف عضلات الصدر والقفص الصدري لديهم .
اعتلال مستويات الكالسيوم في الجسم :-
يعتبر فيتامين د اساسيا في عملية امتصاص الكالسيوم ، وبالتالي يؤدي نقصه إلى الاصابة بأعراض نقص الكالسيوم، مثل التكزز، وهو ما يحدث فيه انقباض شديد لا ارادي للعضلات ، واعتلال عضلة القلب .
أسباب نقص فيتامين د :-
1-عدم التعرض لأشعة الشمس .
2-مشاكل في الجهاز الهضمي مما يؤثر على امتصاص الفيتامينات المختلفة.
3-زيادة الوزن.
4-التقدم في العمر .
مضاعفات نقص فيتامين د:-
إذا استمر نقص معدلات فيتامين د دون علاج ، فإنه يؤدي إلى بعض المضاعفات الخطيرة مثل :-
1- أمراض القلب والأوعية الدموية :-
أشارت بعض الدراسات إلى أن نقص معدلات فيتامين د يؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بأمراض القلب المختلفة ، مثل السكتة القلبية وارتفاع ضغط الدم .
2-أمراض المناعة الذاتية:-
يعتبر نقص فيتامين د عاملا خطرا ومؤثرا لزيادة فرصة الاصابة بأمراض المناعة الذاتية.
3- الأمراض العصبية:-
أشارت بعض الدراسات إلى أن نقص فيتامين د يساهم بشكل ما في اصابة كبار السن بمرض الزهايمر والخرف .
4-مضاعفات الحمل:-
اشارت بعض الدراسات إلى أن نقص فيتامين د لدى الحوامل يزيد من فرص اصابتهن بمضاعفات الحمل، مثل تسمم الحمل وسكري الحمل.
5- الاصابة ببعض امراض السرطان:-
أشارت بعض الدراسات إلى ان نقص فيتامين د يزيد من فرص الاصابة ببعض انواع السرطان مثل سرطان الذدي والبروستات والقولون والمبيض.
علاج نقص فيتامين د :-
تعتمد فكرة علاج نقص فيتامين د على مدى احتياج الشخص للفيتامين، ومعدل نقصانه، لرفع مستويات فيتامين د إلى المعدلات الآمنة اللازمة للجسم.
وقد يتم العلاج عن طريق المكملات عن طريق الفم أو عن طريق الحقن بناء على توصية الطبيب المعالج.